في عام ٢٠٢١ ستجد أسبابًا للوقوع في حب لينكس أكثر من أي وقتٍ مضى. فالعديد من مستخدمي لينكس يعتبرون المجتمع المتشكل حوله ميزة مهمة. قد يبدو ذلك غريبًا لمستخدم جديد، لأن مصطلح ”مجتمع“ مشهور جدًأ في هذه الأيام. بل تتمحور وظائف كاملة حول بناء المجتمعات وإدارتها الآن. وبما أن المجتمعات انتشرت حتى صار سعر الدزينة منها قرشًا فما الذي يميز مجتمع لينكس إذًا؟

 

الخصائص لا تصنع مجتمعًا

في الحقيقة لا ينفرد لينكس بأن مجتمعًا تشكّل حوله. ففي طبيعتنا البشرية حاجةٌ إلى أن نبحث عن قواسم مشتركة مع بعضنا. هناك قوم الأندرويد وقوم الأيفون، وقوم الويندوز وقوم الماك، وقوم البرمجية المشرية وقوم البرمجية المُنزّلة بطريقة غير قانونية، وهكذا. يمكنك أن تجد منتديات مساعدة متخصصة بالأجهزة والبرمجيات والأشخاص الذين يستخدمون التطبيقات الإبداعية وأولئك الذين يستخدمون تطبيقات العمل ومن يستخدم تطبيقات مالية. كما نتصل بالأشخاص الذين يملكون خصائص معينة وبناء على ذلك تتشكل المجموعات.

عندما تحمّل لينكس وتجرّبه فإنك تلقائيَا تصبح عضوًا من مجموعة الأشخاص الذين حمّلوه وجرّبوه، السؤال هو: ما هي المجتمعات التي تجلس في أفياء هذه المظلة الكبيرة من البشر؟

 

البشر هم من يصنعون المجتمع

المجتمع يتخطى كونه مجموعة من البشر. المجتمعات تتشارك بالمعرفة، والتجربة، والأهم من ذلك تجمعهم صلةٌ ما. من السهل أن تميّز شخصين يستخدمان نظام تشغيل واحد لكن من الصعب أن تجد الصلة بينهما. أحيانًا يبرز شيء مميز من تعامل بسيط. ربما تواجه صعوبة في أن تفهم عمل برمجية، أو في أن تفهم لماذا يختلف أحد الأوامر في لينكس عن مثيله في نظام تشغيل استعملته سابقًا، أو لعلك احترت بين أسطح المكتب التي يمكنك تنزيلها أو أي برنامج الكتابة ستستخدم. عندما تحاول أنت وشخصٌ آخر أن تحلّا مشكلة وتنجحا في ذلك، ستتولد لحظة تفاهم وتقدير متبادل.

بطريقة مشابهة، فأنت عندما تستخدم برمجية حمّلها أحد أعضاء مجتمع لينكس (مثل لينكس ذاته) فأنت بذلك تدخل في عالم أحدهم. قد لا تعتبر تنزيل واستخدام التطبيق أمرًا ذا شأن، لكن لو لم يقم أحدٌ بتنزيل التطبيق واستخدامه، مهما كان التطبيق، سيسرع ذلك من انتهاء عمره. هذه الأفعال الصغيرة والتي تكاد تكون متجاهلة والتي تبدو وكأنها ”تحصل عفويًا“ على الإنترنت يوميًا هي بعينها سبب تسمية مجموعة من الناس مجتمعًا بدلًا من اعتبارهم قطيعًا من البشر.

 

إيجاد المجتمع المناسب

لا يناسب أي شخص جميع مجتمعات لينكس على اختلافها. مثل أي مجموعة، لكل مجتمع توقعاته وثقافته الخاصة. قد تملك الدافع البشري لتنضم إلى أي مجتمع، لكنك أيضًا لك الحق كإنسان بأن تكون انتقائيًا في اختيارك للمجتمع الذي ستنتسب إليه.

إن لم يمكّنك المجتمع ويشجعك على تحقيق أهدافك، سواء التكنولوجية أو غيرها، فلا ضرر في أن تترك المجتمع وتبحث عن غيره. بفضل التنامي النوعي في مستخدمي لينكس تتسع المساحة لتستقبل الجميع، فهنالك مجتمعات جديدة تتشكل باستمرار.

 

المجتمعات هي التي تبني البرمجيات

أيًا تكون نشاطاتك في المجتمع، فالمشاركة حاصلة لا محالة. واستفادة أعضاء المجتمع من منتوجه يدفع إلى المزيد من الإنتاج. هذا المجتمع آلة بشرية متحركة ومستدامة، والطاقة التي تضخها تُشَغّل أفضل الاختراعات التكنولوجية المتوفرة.

 

 

تمت إعادة نشر هذا المقال من موقع https://opensource.com وفقاً لرخصة المشاع الإبداعي - Creative Commons، للإطلاع على المقال الأصلي